الأربعاء، 12 يونيو 2013

"فايبر" فيه سم قاتل.. حقيقة برنامج الاتصال المثير للجدل


تشتعل الشبكات الاجتماعية الآن، بعد خبر حجب فايبر في السعودية، باعتبارها خطوة مثيرة للجدل، ولها جوانب عديدة من أهمها الجانب الأمني، فالسؤال الأكثر إثارةً للجدل في الآونة الأخيرة"هل فايبر Viperبرنامج تجسس؟!".
الإجابة تحتاج منّا بدايةً أن نعرض بعض الحقائق الهامة، فالشركة التي صمّمت وطوّرت وتدير برنامج فايبر هي شركة فايبر ميديا Viber Media، وهي شركة إسرائيلية ناشئة، مقرّها الرئيسي في قبرص، ولها مراكز تطوير في بيلاروسيا وإسرائيل.أما صاحبها فهو تالمون ماركو، وهو رائد أعمال إسرائيلي- أمريكي، تخرج من جامعة تل أبيب، وخدم في الجيش الإسرائيلي 4 سنوات.
نستطيع القول أن برنامج فايبر هو بالتأكيد برنامج إسرائيلي، وهو على رأس قائمة أفضل 10 برامج إسرائيلية على أجهزة الموبايل، لكن هل يعني ذلك بالضرورة أنه يستخدم للتجسس؟!يصعب إيجاد إجابة علمية مؤكدة لهذا السؤال، لأن من الصعب بطبيعة الحال معرفة أو إثبات ما يحدث خلف كواليس الشركة.
لكن لدينا بعض المؤشرات التي تستدعي القلق، أولهاأن البرنامج مجّاني ولا يوجد عليه إعلانات، وهي نقطة مثيرة للريبة، لأن برامج الاتصال عبر الإنترنت VoIPتحتاج لموارد ضخمة، بدءًا من البنية التحتية من سيرفرات وأجهزة ربط واتصال، مرورًا بفريق التطوير الضخم من مبرمجين ومصممين وفنيين.فمن أين تحصل شركة فايبر ميديا على هذه المصاريف الكبيرة؟!"من فاعلي الخير بالتأكيد !".
ببساطة برنامج فايبر هو برنامج مجهول التمويل ولا نعلم من يقف وراءه، وليس من المنطقي أن شركة ناشئة تستطيع إدارة وتمويل مشروع ضخم يستخدمه 200 مليون شخص حول العالم، لتقدم خدمات باهظة الثمن بهذه الجودة دون مقابل.
وعادةً لا يقرأ أي شخص سياسة الاستخدام، حين يقوم بتحميل أي برنامج (ظاهرة عالمية)، لكن إذا قمت بقراءتها جيدًا ستلاحظ أن الشركة تقول أنها لا تبيع أو تشارك معلوماتك مع أي جهة، إلا أنها تكشف عن معلوماتك إذا كان ذلك "ضروريًا، وذلك للحالات التالية التي ذكرتها وهي:الامتثال للقانون وليس من الواضح أي قانون بالضبط، حماية حقوق الشركة،حماية أمن المستخدم أو أمن العامة وليس من الواضح أيضاً ما المقصود بالأمن هنا.
بالطبع هي شروط فضفاضة جدًا تسمح للشركة بالكشف عن معلوماتك لأي جهة دون إخطارك، بما في ذلك قائمة أصدقائك وأرقامهم وسجل مكالماتك ورسائلك عبر البرنامج،
كما أن الشركة تحتفظ بسجلات المكالمات لمدة 30 شهر، وهي أيضًا نقطة مقلقة جدًا، خاصةً أن سجلات المكالمات تضم (أرقام المتحدثين، مدة المكالمة، تاريخها وتوقيتها، الجهاز المستخدم للاتصال، مكان المتحدثين) وغيرها من البيانات الخطيرة، وتحتفظ الشركة بسجلات المكالماتمن أجل أسباب كثيرة، لفت انتباهي منها: (أسباب خاصة بالأمن العام).
وتحتفظ أيضًا الشركة بنسخة من سجلات أرقامك وأسماء أصدقائك على خوادمها،وهو أمر طبيعي في كثير من برامج الاتصال على أجهزة الموبايل، لكن حين نضيفها للنقاط السابقة تصبح نقطة مقلقة جدًا.
خلاصة ما سبق هوأن صحيح أننا لا نعلم ما يحدث وراء كواليس الشركة، وليس لدينا دليل يثبت استخدام قواعد بيانات الشركة للتجسس، لكن بالتأكيد لدينا العديد من المؤشرات التي تقول أن البرنامج خطر عليك وعلى من تعرف.
كذلك هناك جانبًا آخر للمشكلة، تحديدًا في السعودية وبعض الدول التي تحظره، وهو الجانب الاقتصادي، كالاستغلال من شركات الاتصالات لتقييد برامج الاتصال المجّاني وزيادة أرباحهم، لكن تبقى لدينا خيارات أكثر أمنًا لحماية أنفسنا، مثل سكايب أو حتى تطبيقات مثل Google Hang out.
ومن أخطر الجمل التي نرد بها "لكن ما أقوله من معلومات في مكالماتي ليس مُهمًا"، فهي أخطر ما في هذه البرامج، لأن أغلبنا يستهتر بقيمة المعلومات الصغيرة التي يتبادلها مع أصدقائه أو معارفه،فتخيل مثلًا الموقف التالي:حادث سيارات كبير يقع في أحد جوانب المدينة التي تعيش فيها، وأنت تتحدث مع صديقك بفايبر، وتخبره بأن حادثة مؤسفة وقعت في منطقة كذا،تبدو معلومة غير ذات قيمة، ويمكن لأي كان أن يعرفها عبر الإنترنت، لكن أتدري لو أني جهازًا استخباريًا كيف استفيد مما ذكرت؟
تتحدث أنت بوقوع حادثة في مكان ما، ويتحدث آخر مع صديقه عن توقف الطريق لمسافة كذا بسبب الحادثة، ويتحدث آخر عن أن الإسعاف والشرطة تأخروا بفترة كذا قبل أن يصلوا،هذه المعلومات وحدها كافية لحساب عدد السيارات التي توقف بسبب الحادثة، وبالتالي الكتلة السكانية التي تتحرك عبر هذه المنطقة في هذا الوقت، ومع تحليل مناطق العمل والمدارس يمكن وضع دراسة لأماكن حيوية لحركة السكان في هذه المنطقة، يضاف إليها سرعة استجابة الشرطة والإسعاف وقوتها في هذه المنطقة.
كل هذه المعلومات يمكن معرفتها من محادثتك العامة مع صديقك، تفاصيل صغيرة كثيرة يتم جمعها لعمل صورة كبيرة ومعقدة، فما رأيك فيما يمكن جمعه من مكالمات 200 مليون مشترك في البرنامج؟
إذا كنت مسئولًا في جهاز استخبارات، فأفضل طريقة للتجسس هي عمل برنامج اتصالات "مجاني"، وينشر "الزبون" وسيلة التجسس بنفسه بين أصدقائه ومعارفه.

قم بنشر الموضوع من خلال الأيقونات التاليه لتشجيعنا على الإستمرار

Share to Facebook Share to Twitter Share to MySpace Stumble It Share to Reddit Share to Delicious Share to Blogger Share to Orkut
More...




1 التعليقات:

  1. والله هذا كلام منطقى جدا وتحليل واقعى لمايدور لاى جهه فمابالكم انها جهة اسرائيلية والله اشكرك على هذا التنبية وبعد اذنك سانشرة فى الفيس حتى تعم الفائدة ويقظ هذا الشعب العربي (المستهلك) والله انها كارثة بحجم الكارثة الحقيقية.

    ردحذف