توصلت دراسة حديثة
أجراها باحثون في مستشفى «هنري فورد» الأميركية، إلى وجود علاقة وثيقة بين
الأذن التي يستخدمها الشخص في إجراء المكالمات بواسطة الهاتف المحمول،
وسيطرة أحد نصفيّ الدماغ.
وأفادت
الدراسة بأن معظم من يستخدمون اليد اليمنى لوضع الهاتف بجوار الأذن اليمنى
يعتمدون على اليد اليمنى في الكتابة، وبالتالي توجد مراكز اللغـة والحديث
في النصف الأيسر من أدمغتهم، وبالعكس يفضل معظم من يستخدم اليد اليسرى أو
«الشخص الأعسر» الإمساك بالهاتف بجانب الأذن اليسرى، وهم ممن يسيطر النصف
الأيمن من أدمغتهم على وظائف اللغة، وذلك على الرغم من أن طريقة الاستخدام
تلك تصعِّب إنجاز مهام أخرى، خلال إجراء المكالمات كتدوين الملاحظات
وغيرها.
وقال
الطبيب في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة العنق في مستشفى «هنري
فورد» في مدينة ديترويت الأميركية، مايكل سيدمان، إن «نتائج الدراسة تساعد
على فهم مركز اللغة في الدماغ، من خلال اكتشاف الصلة بين هيمنة الدماغ
واستخدام الهواتف المحمولة، كما تشير إلى إمكانية تطوير وسيلة أسهل وأقل
كلفة لمعرفة أي من نصفيّ الدماغ يتحكم في اللغة والحديث بديلاً لما يُعرف
باختبار (وادا)، الذي يُنسب إلى طبيب الأمراض العصبية الكندي جون اتسوشي
وادا، ويتم خلال الاختبار تخدير أحد نصفيّ المخ بحقن مخدر في الشريان
السباتي ليتم تقييم مدى تحكم النصف الآخر في بعض الوظائف الحيوية مثل
الكلام والذاكرة، وكثيراً ما يستخدم قبل جراحات علاج الصرع وأورام المخ».
وبدأت
الدراسة بملاحظة للدكتور سيدمان باستخدام معظم الأشخاص للهاتف باليد
اليمنى، على الرغم من أن ذلك يُصعِّب إنجاز مهام أخرى، خلال إجراء
المكالمات كتدوين الملاحظات وغيرها.
وشملت
الدراسة استقصاء لـ5000 شخص، من بينهم مرضى تعرضوا لاختبار «وادا»
وللتصوير بالرنين المغناطيسي، أو المنتسبين لمجموعات طب الأنف والأذن
والحنجرة عبر الإنترنت. وتضمن الاستقصاء أسئلة حول الوقت الذي يستغرقه
الشخص في الحديث عبر الهاتف المحمول، واليد التي يستخدمها في أكثر المهام
اليومية كالكتابة، وما إذا كان يعاني وجود أي أورام خبيثة في الرأس أو
العنق. وأظهرت النتائج أن متوسط استخدام المشاركين للهواتف المحمولة يصل
إلى مدة 540 دقيقة شهرياً، وأن 90٪ منهم يستخدم اليد اليمنى في الكتابة،
مقابل 9 ٪ يعتمدون على اليد اليسرى، بينما تجيد النسبة المتبقية استخدام
كلتا اليدين.
ومن
بين المشاركين الذين يكتبون باليد اليمنى، أي يتحكم النصف الأيسر من
الدماغ في نشاط اللغة، يمسك 68٪ منهم بالهاتف باليد نفسها بجوار الأذن
اليمنى، وأشارت نسبة 25٪ منهم إلى استخدام الأذن اليسرى خلال المكالمات
الهاتفية، وتستخدم 7٪ منهم أياً من الأذنين.
وعلى
الجانب الآخر، قال 72٪ ممن يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة إنهم يمسكون
بالهاتف إلى جوار الأذن اليسرى، وتضع نسبة 23٪ الهاتف إلى جوار الأذن
اليمنى، وأفادت نسبة 5٪ منهم بعدم تفضيل إحدى الأذنين على الأخرى.
وأشارت
النتائج إلى تأثير الاختلاف في قوة حاسة السمع بين الأذنين على تفضيل
استخدام الأذن اليمنى أو اليسرى خلال المكالمات الهاتفية.
واستهدفت
الدراسة، التي نُشرت في دورية «جاما» المعنية بطب الأذن والحنجرة وجراحة
الرأس والعنق، إلى اختبار الصلة بين استخدام الهواتف المحمولة والأورام
السرطانية في الدماغ.
وأشارت
النتائج إلى عدم الارتباط بين تركيز استخدام الهواتف المحمولة على إحدى
الأذنين ونمو أورام سرطانية في الجهة نفسها من الدماغ، إذ إن ما يقرب من
80٪ من المشاركين في الاستقصاء يميلون إلى استخدام الأذن اليمنى خلال
المكالمات الهاتفية، ولم تظهر لديهم أي إشارات لنمو أورام سرطانية أكثر من
المعتاد في هذا الجانب من الدماغ أو الرأس أو العنق.
من
جانبه، نصح الدكتور سيدمان بتجنب تقريب الهاتف المحمول من الأذن، خلال
إجراء المكالمات قدر الإمكان، على الرغم من استمرار الاختلاف العلمي حول
العلاقة المحتملة بين استخدام الهواتف المحمولة والسرطان
قم بنشر الموضوع من خلال الأيقونات التاليه لتشجيعنا على الإستمرار
0 التعليقات:
إرسال تعليق